About تأثير الثقافة على السلوك البشري
About تأثير الثقافة على السلوك البشري
Blog Article
الرواية المغربية المعاصرة: التعدد اللغوي والبوليفونية". محمد الغمروسي
وكذلك لا بد من معرفة أن النزاعات التي تحدث داخل منظومة محددة، لا تكون متعلقة بخلل في فكرة تطبيق ثقافة هذه المنظومة الاجتماعية بقدر ما يحدث النزاع كردة فعل على فرض سلوك معين قد يراه الفرد مقيدا لحريته في التنقل عبر مسارات رسمتها ظروف ومتغيرات حدثت في العالم وتأثرت بها منظومته الاجتماعية التي اضطرت لمجاراتها من أجل البقاء والتفاعل من خلال منظومات عمل اجتماعية أكبر، هذا التفاعل يمكن تشبيهه بتجمع أعداد هائلة من النحل حول خلية لإنتاج العسل.
علم النفس الثقافي يهتم بفهم العقل والسلوك من خلال التأثيرات الثقافية.
الإنسان كائن ثقافي بطبيعته، يستطيع التأقلم، والتطوير، وتغيير المحيط من حوله، مثلما يستطيع تنمية ذاته، وتطويع سلوكه، وتنميته. ولذلك تغدو المكتسبات الثقافية بمثابة روافد، تغذي جوانب شخصية الفرد المتعددة؛ العقلية، والنفسية، والسلوكية، وذلك ما ينعكس على الجماعات ويحقق الاستقرار، والنمو، والتطور من خلال تأثير العناصر غير المادية من الثقافة في الإنسان.
تساعد الثقافة على التأثير على جميع الخيارات التي يمكن أن تقوم بها في حياتك اليومية:
- بينما كانت القيم الجماعية تركز على الروابط الاجتماعية والمسؤولية الجماعية، أصبح العديد من الأفراد الآن يميلون إلى تحقيق ذواتهم بشكل فردي بعيدًا عن التأثير الثقافي التقليدي.
ويمكن صياغة هذه الإشكالية في التساؤلات الآتية: كيف يمكن للعناصر غير المادية للثقافة أن تغير السلوك المادي للأفراد والجماعات؟ وما هي الأسس التي تستند عليها الثقافة الجمالية؟ وما هي مظاهر تنمية السلوك المؤسَّسَة على قيم الثقافة الجمالية؟ وكيف يجسد الإبداع ما هو قيمي من خلال ما هو جمالي؟ وإلى أي مدى يمكن القول إن الاهتمام بالثقافة غير المادية فعل منتج حضاريا، ويتطلب العناية والاهتمام.
دعم الاقتصاد المجتمعي من خلال التشجيع على الإبداع والابتكار وتوفير فرص عمل للأشخاص الذين يتمتعون بقدر عال من الثقافة.
وقد كانت معجزة القرآن “كلاما” لِمَا للكلام من تأثير في النفوس. وعليه عُدَّ تأثير الكلام جراحات تبقى غائرة في النفس والضمير، يقول “يعقوب الحمدوني”:
الثقافة هي المعطى الإنساني الذي يجعل الإنسان مختلفا عن كل عناصر الوجود، بل تجعله الفاعل الثقافي الوحيد فيه – التفاعل نور المباشر بين الإنسان وما يعتلج في ذاته من مشاعر وسلوك، وأفكار وبين المكونات الاجتماعية التي تحيط به وتشكل وجوده – الثقافة وسيلة للتأقلم وتنمية السلوك وتوجيهه – الثقافة هي التي تحدد ملامح الهوية الفردية، أو الجماعية – الثقافة تجمع في الذات الفردية، أو الجماعية إرث الماضي، وتفاعلات الحاضر، وإرهاصات المستقبل وهواجسه – تتأسس الثقافة على كل ما هو جمالي، ذلك أن كل ما تعلق بالثقافة من قيم ومعارف، وسلوك، وعادات، ومعتقدات يجمع بينها عنصر الجمال، بدءا من تحفة فنية إلى موقف حياتي.
- أدت العولمة إلى انتشار القيم والثقافات العالمية، مما جعل بعض الأفراد يعانون من صراع الهوية الثقافية بين القيم التقليدية والمفاهيم الحديثة.
إن الدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية كفيل بأن يجعل منها مصانع لإنتاج الإنسان وجعله فاعلا في محيطه، من خلال مقومات أساسية للثقافة الجمالية: احترام الوقت، والهندام اللائق، والاستقبال الحسن، والابتسامة… وكل ذلك يلعب الفن والأدب دورا رئيسا في تشكيله لدى الطفل، وينمو معه في مسارات الحياة.
ولكن يبقى الاختلاف في التمسك بهذه القيمة، أو تلك، أو الانحراف عنها. وعليه يجب التوجه إلى مقياس يمكن العودة إليه في توجيه السلوك الفردي والجماعي نحو قيم الخير، والعدل، والصلاح. إذ به يمكن أن يرتقي الإنسان إلى كماله الإنساني ويبتعد عن السلوكات التي من شأنها الانتقاص من إنسانيته.
- نور تحدد الثقافة قواعد التفاعل الاجتماعي مثل طرق التحية، وآداب الحديث، والتصرفات المقبولة اجتماعيًا.